الجامع في فى
صلاة الإستخارة
من نعم الله
العظيمة وآلائه الجسيمة على العبد المسلم استخارته لربه ورضاه وقناعته
بما قسمه وقدَّره له خالقه ومولاه ، ففي ذلك السعادة الأبدية ، وفي
التبرم والتسخط بالمقدور الشقاوة السَّرمدية وذلك لأن الغيب
لا يعلمه إلا الله ولا يطلع عليه أحد سواه ..
لهذا روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" من سعادة ابن آدم استخارته
الله ومن سعادة ابن آدم رضاه بما قضاه الله ..
ومن شقوة ابن آدم تركه استخارة الله ومن شقوة ابن آدم سخطه بما قضاه الله "
- أخرجه أحمد والحاكم والترمذي -
لقد أرشد الناصح الأمين والرؤوف الرحيم محمد بن عبد الله أمته وعلمها ودلها على جميع
ما ينفعها في دينها ودنياها ، من ذلك إرشاده الأمة لدعاء الاستخارة .. ولذا قال صلى الله عليه وسلم :
" وليسأل أحدكم ربه حتى شسع نعله "
وقد كان السلف يطلبون من الله حتى ملح
الطعام وما هو أقل منه ..ثم يأخذون في الأسباب ..فهي من أعظم
العبادات حال تشتت الذهن ونزول الحيرة بالإنسان
فالعبد في هذه الدنيا تمر به محن وإحن .. ويحتاج إذا وقف على
مفترق الطرق
أن يلجأ إلى ربه ويفوض إليه أمره .. ويسأله الدلالة على الخير ..
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية :
" ما
ندم من استخار الخالق ، وشاور المخلوقين وثبت في أمره "
فما معنى الاستخارة ؟ وما حكمها ؟ ودليلها ؟ وكيفيتها ؟ وماذا يفعل بعدها ؟
وماهي التنبيهات الواردة بشأن صلاة الاستخارة ؟
معنى الاستخارة
طلب الخير من الله سبحانه وتعالى فيما أباحه لعبادهبالكيفية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم .. وهذه الكيفية هي أن يدعو المستخير بدعاء الاستخارة بعد أن يصلي ركعتين من غير
الفريضة ..
حكمها
الاستخارة سنة بالإجماع ..
دليلها
ما أخرجه
البخاري في صحيحه بسنده عن جابر رضي الله عنهما قال :
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
إذا هَمَّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة - أي يصليهما سنة
بنية الاستخارة –
ثم يقول : اللهم أنى أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم
فإنك
تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر- يجوز أن يسمى حاجته أو يكتفي بنيته
والله أعلم بها - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ( وعاجل أمري وآجله ) فأقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ( وعاجل أمري وآجله ) فأصرفه عني وأصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به