salama المديرالعام
رقم العضوية : 1 الجنس : مزاجي : مهنتي : دولتي : نقاط : 3935 العمر : 42 تاريخ الميلاد : 05/06/1982 تاريخ التسجيل : 12/04/2011 عدد المساهمات : 1292 الموقع : https://ferdjioua-51.own0.com
| موضوع: فصام العقل Schizophrenia السبت أبريل 14, 2012 12:50 pm | |
| فصام العقل Schizophrenia
الفصام هو مرض دماغي مزمن يصيب عدداً من وظائف العقل: * التفكير: حيث يفقد المريض القدرة على التفكير بشكل واضح ومنطقي ومترابط. كما يؤدي إلى اقتناعه بأفكار غير صحيحة اقتناعاً تاما (ضلالات). وقد يحمل المريض قبل العلاج معتقدات غريبة متنوعة مثل تحكم كائن من الفضاء بأفعاله وتحركاته أو أن الآخرين يستطيعون قراءة أفكاره وزرع أفكار جديدة في عقله أو تحدث الشيخ في التلفاز عنه شخصياً وغير ذلك. * المشاعر: حيث يقل تفاعله مع الآخرين عاطفياً, ومع الأحداث أيضاً كأن يذكر لك موت والده بكل هدوء ودون أي انفعال.أو تصبح مشاعره غير متناسبة مع الموقف الحالي كأن يضحك عند سماع خبر محزن أو يحزن في مواقف سارة. * الإدراك: حيث يبدأ المريض بسماع أصوات أو رؤية أشياء غير موجودة على أرض الواقع. وهي ليست أفكار في البال وإنما سماع حقيقي, كأن يسمع من يتحدث إليه معلقاً على أفكاره وأفعاله أو متهجماً عليه أو موجهاً له الأوامر أو غير ذلك. وقد يكون المتحدث شخصاً واحداً أو مجموعة من الأشخاص يتحدثون فيما بينهم عن المريض. وهذا ما يفسر ملاحظة الآخرين لحديث المريض وحده إذ هو -في الواقع- يتحدث إلى هذه الأصوات. كما يمكن أن يرى أشياء مختلفة وغير حقيقية. * السلوك: حيث يقوم المريض بسلوكيات غريبة مثل اتخاذ أوضاع غريبة أو تغيير تعابير وجهه بشكل دائم أو القيام بحركة لا معنى لها بشكل متكرر أو السلبية الكاملة وبشكل متواصل (القيام بكل ما يؤمر به وكأنه بلا إرادة). * الأعراض السلبية: يظهر المريض انعزالاً عن الآخرين وإهمالاً في العناية بنفسه وبنظافته الشخصية, وفقدان الحيوية والاهتمام والرغبة في الدراسة أو العمل (دون أن يكون هناك حزن أو اكتئاب). مع قلة في الكلام وفي التفاعل العاطفي الذي ذكرناه سابقاً. عادةً ما تبدأ أول أعراض المرض في سن المراهقة وأول سنين الرجولة ( أي تقريباً بين سن 15- 25 للرجال وسن 25- 35 للنساء). والبداية عادة ما تكون بأعراض غير واضحة لمدة قد تمتد لأشهر طويلة ومن ثم يظهر المرض بصورته الكاملة ثم لينتهي على شكل أعراض سلبية. ويأتي المرض على شكل هجمات (إذا لم يأخذ المريض العلاج).
كيف يشخص المرض ؟ مع تقدم الطب النفسي, وضع العلماء شروطاً معينة لابد من توافرها عند تشخيص مرض الفصام. ولنوجز عملية التشخيص في النقاط التالية: * الأعراض الرئيسية : (عرضين أو أكثر): - اعتقادات خاطئة (ضلالات). - هلاوس. - اضطراب في الحديث. - اضطراب في السلوك أو سلوك تخشبي. - أعراض سلبية ( فقدان الإرادة, قلة الكلام, عدم التفاعل العاطفي). * لابد أن تستمر الأعراض لمدة ستة أشهر شاملة فترة أعراض بداية المرض ومدة شهر للأعراض الحادة ( الأعراض الرئيسية ) * تدهور عام في وظائف المريض الاجتماعية والمهنية والعلاقات مع الآخرين واهتمامه بالعناية بنفسه. * لابد من استبعاد الأمراض التي قد تشابه الفصام مثل: - أمراض طبية عامة مثل أورام الدماغ خاصة في الفص الجبهي والصدغي والصرع وأمراض الغدد وزهري الجهاز العصبي وبعض الإنتانات (الالتهابات) والتي تسبب ما يعرف بالذهان العضوي كالملاريا العصبية والتيفويد ومرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) وغيرها. - اضطراب ذهاني بسبب تعاطي المخدرات. - اضطراب في المزاج ( الاكتئاب والاضطراب الوجداني ثنائي القطب) * يتخذ الأطباء النفسيون كل حذرهم قبل تشخيص الفصام لكون المرض مزمن ويحتاج إلى علاج طويل الأمد ولابد من اتخاذ كل التدابير التي يعرفها الأطباء للتأكد من صحة التشخيص. * يلجأ الطبيب عند شكه بالتشخيص إلى جميع التحاليل المخبرية وصور الأشعة للدماغ وتخطيط الدماغ. ولكن لابد من التنبيه أن هذه التحاليل لا يستلزم القيام بها بشكل روتيني لكل مرضى الفصام. ويجب أن يترك قرار القيام بهذه التحاليل والصور للطبيب المعالج.
* هل يمكن أن نتعرف على الفصام بشكل مبكر؟ هذا الموضوع من الموضوعات الشائكة في دراسة الفصام. لأن الفصام يبدأ عادةً ببعض الأعراض العامة. هذه الأعراض قد تحدث للأفراد العاديين دون أن تتطور إلى الفصام. والواقع أننا نتعرف على هذه الأعراض عادةً بعد حدوث المرض عندما نسأل عن حالة المريض قبل المرض فيذكر لنا أهل المريض بعض الأعراض المبكرة والمنذرة بحدوث الفصام. هل لمعرفة هذه الأعراض أي فائدة؟ نعم بلا شك فمعرفتها بشكل مبكر وبداية العلاج أيضاً بشكل مبكر سوف يقي – بإذن الله- من تدهور الحالة المرضية., هذه الأعراض غير نوعية أي أنها تحدث كثيراً في الطبيعيين من البشر والذين لن يصابوا بالفصام طوال حياتهم. * أهم هذه الأعراض المبكرة المنذرة : * الانعزال عن الناس وحب الوحدة والشك في الآخرين بشكل مبالغ فيه. * الإهمال في المظهر الخارجي والنظافة الشخصية. * كثرة الشكاوى و العلل الجسدية والتي لا يجد لها الأطباء تفسيراً. * حصول الوسواس القهري في عمر مبكر وإن كان نسبة كبيرة منهم لا يتطورون للفصام. * ضحكات غير مناسبة. * عدم القدرة على التركيز أو التعامل مع مشكلات بسيطة. * تدهور في الأداء المدرسي أو في العلاقات الاجتماعية. * الحديث عن إدراكه لأمور مستغربه مثل رؤيته لأشباح أو جن أو ما شابه ذلك. * تصرفات غريبة. * عدم القدرة على التركيز والانتباه. صعوبة في التفكير الواضح. * عدم وضوح في الكلام بحيث يصعب فهم ما يريد أن يقول. * الإغراق في التدين بشكل واضح وغير مألوف. * التعب العام والميل إلى النوم
كيف يظهر مرض الفصام (أعراض المرض) ؟
هنا الأعراض التي يشتكي منها مريض الفصام أو تلاحظ عليه من قبل أهله أو أصدقائه والتي يتم تشخيص المرض على أساسها والهام أن يعرف المريض وأسرته أن مرض الفصام له أعراض كثيرة وأشكال مختلفة حيث لا يشترط أن توجد كل الأعراض لدى مريض الفصام بل ربما يتواجد أحدها أو بعضها. عادةً ما يبدأ المرض بشكل خفي وبطئ التطور (وإن كان في بعض الأحيان يبدأ بشكل سريع ومفاجئ). في البداية تظهر الأعراض المبكرة للمرض وتتطور شيئاً فشيئاً حيث يلاحظ أن المريض أصبح أكثر عزلة, وأقل اهتماماً بما كان يثيره من قبل, وأقل اهتماماً بمظهره الشخصي. ويبدأ خلال هذه الفترة التدهور في أدائه الوظيفي أو الدراسي (في المدرسة أو الجامعة) وفي علاقاته مع أصدقائه وزملائه. ومن ثم يظهر المرض على صورته الذهانية الحادة (أغلبها أعراض إيجابية مع بعض الأعراض السلبية). أحد أنواع الفصام يظهر على شكل اضطراب في الحركة ونوع آخر يظهر على شكل سلوك طفولي أو أعراض سلبية فقط بدون أعراض إيجابية وهذا ما نسميه الفصام البسيط كما تتواجد الأعراض في أغلب الأحيان فقط في المرحلة الذهانية أو الحادة بينما تختفي كل أو معظم هذه الأعراض بعد العلاج أو عند استقرار الحالة ,يقضي بعض المرضى بين هذه الهجمات أو الانتكاسات, إذا عولجت بشكل صحيح, حياةً طبيعية حيث يعودون إلى أعمالهم ويقومون بوظائفهم كاملة. بينما يعاني معظمهم من بعض الأعراض السلبية وربما أعراض إيجابية خفيفة. وأهم أعراض الفصام هي: * الأعراض الإيجابية. * الأعراض السلبية. * اضطرابات السلوك * اضطرابات الحركة. * اضطرابات معرفية (استعرافية). * الأعراض الإيجابية الأعراض التالية غالباً ما تتواجد عند بدء حدوث المرض أو حين إصابة المريض بالانتكاسة أو الحالة الذهانية الحادة. وسرعان ما تختفي أو تقل حدتها مع استخدام العلاج المناسب لدى معظم المرضى. وليس من الضروري أن يصاب المريض بكل هذه الأعراض بل ربما بأحدها أو اثنين منها فقط . الهلوسة: يمكن لمريض الفصام أن يسمع أصوات أو يرى أشياء غير موجودة وليست حقيقية. أو - بشكل أقل- يمكن أن يشعر بأحاسيس في جسمه غير حقيقية. وهذا ناجم عن اختلال كيميائي في مناطق معينة في الدماغ تؤدي إلى تفعيل مناطق السمع أو البصر او الحس أو التذوق أو الشم وبالتالي تعطي الإحساس دون مؤثر خارجي حقيقي. وتعتبر الهلوسات السمعية (أي سماع صوت غير موجود) من الأعراض الأكثر شيوعاً لدى مرضى الفصام في الحالة الذهانية أو الحادة للمرض. وقد تستمر مع نسبة قليلة منهم بشكل خفيف. ومضمون هذه الأصوات يختلف من مريض لآخر فبعضها تعلق على أفعاله وأفكاره وبعضها تعطي بعض الأوامر أو تناقش شئون المريض. ولكن الغريب أن بعض هذه الأصوات يعمل على طمأنة المريض أو تسليته! وقد تكون أصوات لفرد واحد أو جماعة من الناس ممن يعرفهم المريض أو لا يعرفهم. وهذه الأصوات عادةً ما تشكل مصدر إزعاج للمريض ويبحث عن حل لها. ولله الحمد أن الدواء له مفعول قوي وسريع على هذه الأصوات في معظم الحالات. اضطراب التفكير: ونستطيع تقسيم هذا الاضطراب إلى: 1. اضطراب التعبير عن التفكير. 2. اضطراب مجرى التفكير. 3. اضطراب التحكم في التفكير. 4. اضطراب محتوى التفكير. أ) اضطراب التعبير عن التفكير. وهذا الاضطراب من الأعراض المميزة لهذا المرض حيث يشعر المريض بغموض وصعوبة في التعبير عن أفكاره ويظهر ذلك في هيئة: (1) قلة وعدم الترابط بين الأفكار: من أهم أعراض الفصام وأكثرها أهمية عند التشخيص. حيث لا يستطيع المريض الاستمرار في موضوع واحد حيث ينتقل من جملة إلى أخرى دون أي رابط بينهما وبالتالي لايمكن فهم ما يقول. وقد تشتد هذه الحالة حتى تفقد الكلمات الرابط بينها في الجملة الواحدة, فتجد أن الجملة عبارة عن تجميع لكلمات لا رابط بينها وهذا ما يسمى(سلطة الكلمات). (2) صعوبة إيجاد وتوصيل المعنى بسهولة حيث يدخل في تفصيلات تافهة ويحوم حول المعنى ولا يستطيع الدخول إلى اللب. (3) عدم القدرة على فهم الموضوعات وتحديد ماهية المشاكل وعدم استطاعته التفكير بشكل تجريدي ويكون تفسير للأشياء على حسب دلالتها الظاهرة وليس معانيها الحقيقية. ولاختبار ذلك عادةً ما نسأل المريض عن معنى مثل دارج فهو لا يستطيع استخراج المقصود من المثل. ب) اضطراب مجرى التفكير. (1) توقف التفكير: وهو من الأعراض المميزة أيضاً. حيث يتوقف المريض عن التفكير أثناء حديثه ويشعر وكأن مخه أصبح خالياً من الأفكار "مثل الصفحة البيضاء". وعندما يعود للتفكير يبدأ حديثه بموضوع آخر. (2) ضغط الأفكار: حيث يشكو من ازدحام رأسه الأفكار وتسابقها. مما يسبب له ازعاجاً شديداً. ج) اضطراب التحكم بالأفكار: (1) سحب الأفكار: حيث يشكو المريض من وجود قوة خارجية تسعى إلى سحب أفكاره وحرمانه منها عبر أجهزة خاصة أو غير ذلك. (2) إدخال الأفكار: بمعنى أن ما يفكر فيه ليست أفكاره بل أدخلتها قوة خارجية. ويعطي لذلك تفسيرات متعددة مثل أشعة كونية أو مخلوقات من كواكب خارجية هي التي أدخلت هذه الأفكار بغية التحكم به. (3) إذاعة وقراءة الأفكار: وهذه الشكوى مرتبطة بما سبقها, حيث أن يعتقد أن أفكاره سحبت منه وبثت عبر موجات الراديو أو التلفاز أو (حديثاً) الإنترنت . ولذا فهو يشكو من ان الناس تستطيع معرفة ما يدور في خلده من أفكار. وهذا بلا شك يسبب له ألماً شديداً إذ أن ما يدور في رأسه من أفكار أصبح معروفاً للجميع. د) اضطراب محتوى التفكير المعتقدات الوهمية (الضلالات): وهي عبارة عن معتقدات غريبة وخاطئة يؤمن بها المريض إيماناً راسخاً لا يحتمل الشك. فمثلاً قد يعتقد المريض أن هناك من يلاحقه أو يتجسس عليه أو يكيد له أو يتربص به سوءً. أو أنه تحت تحكم أجهزة أو قوى خارجية تحرك أعضاء جسده, أو أنه المهدي المنتظر أو المسيح الذي يأتي لإنقاذ البشرية أو الشك في الزوجة وعفافها أو أن جسمه يتغير ويتبدل. وبعض هذه المعتقدات غريبة إلى درجة أنه لا تحتاج إلى التأكد منها كأن يعتقد أن أخوه مثلاً ليس أخوه الحقيقي وإنما هو دجال يشبه أخوه شبهاً مماثلاً أو أن مجموعة من الفضاء أرسلت للتجسس عليه وغير ذلك كثير. مع استخدام العلاج, تصبح هذه المعتقدات أقل رسوخاً. ومع الوقت يكتشف المريض أنه لم يكن محقاً بما كان متأكداً منه. * الأعراض السلبية هذه الأعراض غالباً موجودة في الحالات المزمنة أو عندما تستقر الحالة بين الانتكاسات. وهي أعراض تستجيب للعلاج الدوائي والنفسي ولا يجب إهمالها أو تركها دون علاج. فقدان الحيوية والاهتمام: يلاحظ في نسبة من مرضى الفصام فتور الهمة وفقدانهم للحيوية والرغبة بالقيام بالأعمال المختلفة. وقد يعتبرها البعض كسلاً ولكنها في الواقع أحد أعراض المرض التي تجعل بعض مرضى الفصام ليس لهم الدافع والتحفز للمشاركة في النشاطات الاجتماعية أو البحث عن عمل أو التفاعل مع الآخرين. فقدان التفاعل الشعوري والعاطفي: بعض مرضى الفصام لا يظهرون سوى شيء قليل من التفاعل العاطفي أو المشاعر على وجوههم. هذا لا يعني أنهم لا يمتلكون مشاعر أو أحاسيس أو أنهم لا يشعرون بالامتنان لمن يعاملونهم بطيبة أو كرم ولكنهم غير قادرين على إبداء ذلك على وجوههم بسبب غياب التعابير الوجهية مما يصعب عليهم إيجاد الألفة بينهم وبين غيرهم. في الحالات المتقدمة يصبح تفاعل المريض مع الأحداث غير مناسب حيث يمكن أن يبكي في مناسبة مفرحة أو يضحك عند سماع خبر محزن... وهكذا. الانعزال عن الآخرين: حيث يفضل بعض المرضى الابتعاد عن الآخرين والعيش لوحدهم وفي عالمهم الخاص بعيداً عن التفاعل مع الآخرين. اضطراب الإرادة: حيث يفقد المريض القدرة على اتخاذ القرار والسلبية المطلقة في التصرفات ويعطي لذلك مبررات واهية . قلة الكلام: يلاحظ على بعض المرضى قلة الحديث حيث لا يبتدئ حوارا أو مسامرة ويكون كلامه محدوداً بما يسأل عنه وبشكل مختصر قدر الإمكان. عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية والمظهر الخارجي.. ويمكن أن تمضي أشهر طويلة دون أن يستحم أو أن ينظف جسمه و يغير ملابسه ويهندم لحيته إذا لم يأمره أحد بذلك. وقد يشتد إهمال النفس إلى درجة عدم التحكم بالمثانة فيبول على نفسه (نادر الحدوث). * اضطرابات السلوك: حيث تظهر لدى المريض عدداً من السلوكيات الغريبة مثل: * تغيير تعابير الوجه بشكل متكرر. * الضحك دون سبب (قد يكون بسبب الهلاوس). * أفعال مفاجئة وغير متوقعة كما يحدث عن ضرب أحد أخوته. * الاهتياج وتكسير ما حوله من أغراض. * القيام بحركات متكررة وليس لها معنى. مثل الضرب بيده اليسرى على كتفه الأيمن. * القيام بحركات لها معنى ولكن بشكل متكرر وليس في مناسبتها المتعارف عليها. مثل حركة ضرب التحية العسكرية أو غيرها. * لبس ملابس غبر متناسقة أو لبس ملابس شتوية في الصيف شديد الحرارة أو العكس. * القيام ببعض السلوكيات غير المقبولة اجتماعياً مثل: التعري أمام الآخرين أو توسيخ ما حول فمه وملابسه عند الأكل وغير ذلك. *اضطرابات حركية (كتاتونية أو تخشبية): أي اضطرابات في قدرة المرء على الحركة. وهذا الأعراض باتت نادرة في أيامنا هذه. ويجب استثناؤها قبل تشخيص الفصام. وأهم هذه الأعراض الآتي: 1. السبات أو الذهول: حيث يفقد المريض الحركة والكلام ويرفض الطعام والشراب فيظل طريح الفراش مذهولاً. 2. الهياج الكتاتوني: ينتاب المريض فترات من الهياج الشديد يحطم أثناءها الأشياء ويصرخ ويهاجم من حوله. وقد تكون فترة الهياج هذه متخللة فترة الذهول حيث تأتي على شكل نوبات من الذهول ثم الهياج ثم الذهول مرة أخرى. 3. التوضع أو المداومة على وضعية معينة: حيث يتخذ المريض وضعية خاصة لمدة ساعات بل قد تمتد إلى أيام!. فقد يأخذ وضع الجنين في بطن أمه أو وضع الصليب أو يمد يده للسلام ويبقيها على هذه الوضعية. وبعض المرضى تحدث له الوضعية بعد أن يضعه الطبيب على شكل معين كأن يحافظ على يده مرفوعة ساعات بعد أن يرفعها الطبيب. وعلى ذات النحو, عندما تسحب الوسادة من تحت رأسه فيبقى رافعاً رأسه لمدة طويلة وكأن الوسادة موجودة وهذا ما نسميه بالوسادة النفسية. وقد تشكو الأم أنها تترك أبنها واقفاً في المطبخ وتذهب إلى السوق ثم تعود لتجده في نفس المكان وعلى نفس الوضع دون علمها بأنه يعاني من اضطراب كتاتوني. 4. السلبية المطلقة. وهنا يقاوم المريض أي أمر يوجه إليه بل يعاكسه دون أي دافع او سبب محدد. وتظهر السلبية بشكل بارز ومبالغ به وليس مجرد عناد. 5. المداومة على الحركات المتشابهة والتي لا معنى لها: حيث يقوم المريض بحركات متشابهة وبشكل متكرر دون أن يكون لها معنى ولا يتقرب عن هذه الحركات مما يزعج المقربين منه. 6. الطاعة العمياء أو الأتوماتيكية: حيث يقوم المريض بأي حركة تطلب منه دون أي مقاومة وكأنه بلا حياة. 7. اضطراب الكلام: * فقدان الكلام تماماً. * تكرار لكلمات السائل أو الطبيب. * تكرار جملة ليس لها معنى وبشكل غير مفهوم وبنفس اللهجة والنغمة. * استحداث لكلمات جديدة لا يعرف أحد لها معنى. * اضطرابات معرفية: * ويقصد بالوظائف المعرفية مثل: الانتباه والتركيز والذاكرة والتعلم وغير ذلك. * عادةً لا يتأثر مستوى الوعي لدى مريض الفصام. * لدى مرضى الفصام نقص شامل في قدراتهم المعرفية وتشمل قدراتهم في التعلم, والذاكرة, والإدراك, والمهارات الحركية (مثل:المهارات اليدوية). * كما تتأثر لديه القدرات الفكرية مثل التخطيط ومهارة اتخاذ القرار وغير ذلك. * لا نجد هذا النقص في جميع مرضى الفصام. * اضطراب البصيرة: حيث لا يعتقد معظم المرضى أنهم مرضى ويحتاجون للعلاج. وعادةً ما يفقد المريض البصيرة بمرضه في الحالات الحادة وعندها يقول المريض للطبيب ولكن هذه البصيرة سرعان ما تعود بشكل كامل أو جزئي بعد العلاج وفي الحالات المزمنة. * ماهي اسباب الفصام: يجمع العلماء على أن الفصام مرض دماغي ناجم عن اختلال النظام البيولوجي فيه مثله مثل أي مرض عضوي آخر. حيث يعتقد أن هذا المرض نتيجة خلل في تطوري عصبي Neurodevelopmental بمعنى أن خللاً حدث أثناء تطور الدماغ في السنوات الأولى. كان ذلك بسبب استعداد وراثي ورافقه أي أذية حدثت حول الولادة ومن ثم جاءت الضغوط النفسية كشرارة الاشتعال لحدوث المرض. وأسباب هذا المرض بشيء من التفصيل: * العامل الوراثي: تلعب الوراثة دوراً هاماً في حدوث المرض. حيث ترتفع نسبة الإصابة من واحد بالمائة في عموم الناس إلى عشرة بالمائة إذا كان أحد أقرباء الشخص من الدرجة الأولى مصاباً (أخ أو أخت أو أب). وترتفع إلى ما يقارب الخمسين بالمائة لو كان للشخص توأم مماثل ومصاب بالمرض. * كيمياء الدماغ : حيث يعاني مرضى الفصام من اختلال توازن بعض النواقل العصبية في الدماغ مما يؤدي إلى ظهور هذا المرض ومن أهمها الدوبامين حيث يزيد إفرازه أو تزداد الحساسية له في المسافات بين الأعصاب في مناطق معينة من الدماغ. وهذا يؤدي بالمريض إلى سماع أصوات غير موجودة أو الاعتقاد ببعض الأفكار الغريبة وغير ذلك من الأعراض. وما إن يبدأ العلاج ويعود توازن هذه المواد الناقلة وخاصة الدوبامين إلى الوضع الطبيعي حتى تختفي معظم هذه الأعراض. والمنطقة الأكثر تأثراً في الدماغ هي الجهاز الحوفي Limbic System . بالإضافة إلى مناطق أخرى أهمها الفص الجبهي والعقد القاعدية والثلامس.
* خلل في بنية الدماغ: إذ بينت الأبحاث الجديدة أن المرضى بالفصام لديهم خلل في بنية بعض أجزاء الدماغ. وعلى كلٍ هذا الخلل غير موجود في كل المرضى بل وجد نفس الخلل في أمراض نفسية أخرى, وعند بعض الطبيعيين من الناس. * المخدرات: حيث كانت تعتبر من عوامل الخطورة التي تساعد على ظهور المرض. إلا أن دراسة تحليلية نشرت في مجلة الطب النفسي البريطانية منتصف العام 2004 تنادي باعتبار المخدرات "سبب" وليس مجرد عامل خطورة. وقد أعطى العلماء اعتباراً خاصاً لاستخدام الحشيش في سن مبكرة (حول سن الخمس عشرة سنة). ولهذا يجب أن نحمي أبناءنا من خطورة هذه المواد المضرة. * عوامل بيئية ونفسية: وجد أن بعض العوامل البيئية تساعد على نشوء الفصام مثل الإصابة بالتهابات فيروسية في الصغر, أو إصابة والدة المريض بالتهابات فيروسية (الأنفلونزا) أثناء الحمل, أو أي مضاعفات أثناء ولادة المريض, أو تعرض المريض لضغط نفسي كبير أو تربية المريض في بيت يسوده رأي أحد الوالدين دون اعتبار للآخرين وغير ذلك. ولكن يبدو أن هذه العوامل بذاتها لا تسبب الفصام وإنما هي عوامل خطورة لمن هم أصلاً مهيئين للإصابة بالمرض.
* من سيصاب بالفصام؟
لا يوجد لأحد مناعة من الإصابة بالفصام. إذ يمكن أن يصاب به أي شاب أو شابه من عمر خمسة عشر سنة إلى عمر الخمسة والثلاثين عاماً. على أن المرض قد يصيب أشخاصاً أقل أو أكثر من هذا العمر لكن بنسبة قليلة جداً. والفصام مرض منتشر حيث يصيب 1% من البشر لكن هناك فئات من الناس هم أكثر عرضة للفصام من غيرهم وهم: 1. من له صلة قرابة بمريض الفصام. وتزداد الخطورة كلما ازدادت صلة القرابة من يتعاطون المخدرات بكل أنواعها وخاصة الحشيش. وقد أعطى العلماء أهمية خاصة لأولئك الذين يستعملون الحشيش في سن مبكرة أي أثناء المرحلة المتوسطة أو الثانوية من الدراسة. 2. من يعيشون في أسر مفككة تقل فيها الرعاية وتكثر فيها الضغوط النفسية والصراعات بين الأبوين أو في الأسر التي يكون أحد الأبوين مسيطراً على المنزل وملغياً لدور الآخر. والحقيقة أن هذا العامل لا يسبب بحد ذاته الفصام لكنه بلا شك أحد عوامل الخطورة لمن هو مهيأ للإصابة بالمرض. 3. من حدث له مضاعفات أثناء ولادته أو أصيبت أمه بالالتهابات الفيروسية (الانفلونزا) أثناء الحمل أو مولود في الشتاء أو حدوث نقص تغذية شديد لأمه أثناء الحمل. ويختلف العلماء بشدة حول هذا العامل حيث ينفي البعض وجود خطورة على هذه الفئة أكثر من عامة الناس للإصابة بالفصام.
* هل الفصام مرض نادر؟
عُرف الفصام منذ آلاف السنين. وقد وجد علماء الآثار أوصافاً لبعض أعراض الفصام في بعض الوثائق التي ترجع إلى عصور قديمة جداً. والواقع أن مرض الفصام مرض شائع حيث نتوقع أن نجد واحد بين كل مائة إلى مائة وخمسة وعشرين شخصاً من الناس من حولنا. ( أي 0.8%-1% ). وهي نسبة عالية جداً. مع تقدم العلاج ومستوى الرعاية المقدمة لمرضى الفصام, لم تقل نسبة الحدوث ولكن تحسن مسار المرض ومآله وترقت جودة حياة المريض. ولذا زادت نسبة الانتشار عن ما سبق في الماضي حيث كان المرضى يموتون في عمر أبكر بسبب الإهمال وعدم فهم آليات المرض وعدم وجود علاج ناجح له. وقد تحمل البحوث الجارية في علم الجينات الأمل لاكتشاف المرض في وقت مبكر وعلاجه قبل ظهوره والوقاية منه. وفي المقابل تحمل الإحصاءات أخباراً سيئة حيث يتزايد تعاطي المخدرات وخاصةً الحشيش لدى الشباب في أعمار مبكرة. وهو أحد عوامل الخطورة الهامة لحدوث مرض الفصام. وهنا يأتي دور التوعية الذي يجب أن يقوم به الجميع لتلافي هذه الكارثة.
* ما هي أقسام مرض الفصام؟
هناك عدة أشكال من مرض الفصام وهي جميعاً لا تخرج في صورتها السريرية : 1. الفصام الزوراني أو الضلالي(Paranoid): ويبدأ في سن متأخرة. حيث تظهر المعتقدات الخاطئة (الضلالات) بشكل واضح مثل: اعتقاد المريض أنه ملاحق من عصابة أو جهاز مخابرات دولي أو أن له مكانة خاصة بين المجتمع أو أنه المهدي المنتظر أو رسول مرسل أو معتقدات حول تغير أعضاء جسده وغير ذلك مترافقاً مع هلاوس مختلفة. ويلاحظ أن هذا النوع أقل تدهوراً من غيره. وقد يحافظ المريض على نشاطاته في بقية أوجه حياته.
2. الفصام غير المنتظم (الهيبفريني) (Hebephrenic) وهو مرض يجمع معظم الأعراض الإيجابية والسلبية التي ذكرناها في الصورة السريرية لمرض الفصام. ويبدأ هذا النوع بشكل مبكر ويؤدي إلى تدهور كبير إذا أهمل علاجه.
3. الفصام الكتاتوني (Catatonic) ويبدأ في سن متأخرة نسبياً ويظهر بأعراض (اضطراب الحركة الكتاتوني) وهو عادةً ما يستجيب للعلاج بشكل جيد. ولكن لابد من الملاحظة أن (اضطرابات الحركة) قد تحدث في أمراض نفسية وعضوية أخرى. وهنا لابد من اخذ الحذر قبل تشخيص الفصام الكتاتوني.
4. الفصام غير المميز (Undifferentiated) وهي حالة مرضية تنطبق عليها الشروط التشخيصية للفصام دون أن تنطبق على أحد الأنواع الأخرى للفصام.
5. الفصام البسيط (Simple): وهو من أصعب الأنواع تشخيصاً حيث يظهر ببطء شديد وتدريجي إذ تتدهور الجوانب المتنوعة من نشاطات الإنسان وتبدو الأعراض السلبية واضحة في هذا النوع. فيفقد المريض الدافعية للعمل والتقدم فيه والطموح وتتدهور علاقاته الاجتماعية ويفضل الانعزال عن الناس كما يلاحظ عليه صعوبة التعبير عن الأفكار والتبلد العاطفي. وكما يلاحظ خلو هذا النوع من الأعراض الإيجابية كالهلاوس والمعتقدات الخاطئة. ولهذا يجب أن يؤخذ الانطواء والانعزال وفقد الاهتمام بالدراسة أو العمل أو النظافة الشخصية وبما يدور حول المرء بشيء من الحذر وعرض المريض على طبيب نفسي موثوق لتحديد ما إذا كان هناك أي علامات مشخصة للفصام البسيط. 6. الفصام المتبقي(Residual) وهي مرحلة تالية للمرحلة الحادة أي مرحلة مزمنة حيث تظهر العلامات السلبية مثل الانعزال والتبلد العاطفي وبعض العلامات الايجابية مثل التفكير غير المنطقي وغير المترابط ودرجة خفيفة من الهلاوس أو المعتقدا ت الخاطئة. 7. اكتئاب ما بعد الفصام: وهي نوبة اكتئابية تعقب الإصابة بالفصام مع وجود لبعض الأعراض الإيجابية أو السلبية. 8. الفصام غير المحدد(Unclassified) وهو الفصام الذي لا ينطبق على أحد الأنواع السابقة.
هل الفصام مرض وراثي؟
الفصام مرض يتأثر بشكل كبير بالوراثة. لكننا لا نستطيع أن نقول أنه مرض وراثي بالكامل. والدليل على ذلك وجود عدد كبير من المرضى الذين ليس لديهم أي قريب مصاب بالفصام. يقول لنا العلماء أن نسبة وجود مرض الفصام في المجتمع هو ما يقارب 1% من الناس أو أقل من ذلك بقليل. لكن هذه النسبة ترتفع إلى 50% عندما يصاب التوأم المتماثل أي من بيضة واحدة والذي يفترض أن التوأمين يحملان نفس الكروموسومات والجينات الوراثية. ولاحظ أن نسبة الإصابة ارتفعت بنسبة كبيرة جداً وهذا ما يثبت دور العامل الوراثي لكن في المقابل الوراثة لا تفسر كل أسباب حدوث الفصام. إذا كان الوالدين مصابين بالمرض فنسبة الإصابة تقارب الأربعون بالمائة (40%). بينما لو أصيب التوأم غير المتماثل أو كان الأب أو الأم مصابان بالمرض فنسبة الإصابة ترتفع إلى فقط 12%.
*الوقايه من المرض
تشتد الحاجة لموضوع الوقاية لمن يملكون تأهباً خاصاً للفصام كمن له قريب من الدرجة الأولى مصاب بالفصام. يمكن أن نجمل عناصر الوقاية من الفصام في النقاط التالية: أولاً: الوقاية أثناء الحمل: تزيد احتمالية حدوث الفصام في الأشخاص الذين تعرضوا لمضاعفات أثناء فترة حملهم وولادته. بعض هذه المضاعفات يمكن الوقاية منها إذا تنبهت لها الأم وهي: * نقص التغذية الشديد أثناء الحمل. * التعرض للأنفلونزا والالتهابات الأخرى. * الضغوط النفسية المتكررة أثناء الحمل * حدوث ارتفاع الضغط الحمليpre-eclampsia . * الولادة المبكرة قبل تمام الحمل * السكر الحملي * عدم توافق الدم الريسيس * التشوهات الخلقية * النزيف أثناء الولادة خطوة عملية: أخذ اللقاح المضاد للأنفلونزا قبل عدة أسابيع من الحمل. بالإضافة إلى بذل جهد إضافي لتقليل التعرض لمختلف الالتهابات أثناء الحمل. كما لابد من متابعة الحمل بشكل منتظم لتلافي أي من المضاعفات المذكورة على أفضل وجه ممكن. ثانياً: الابتعاد عن المخدرات وخاصة الحشيش أثناء فترة المراهقة والشباب. لقد أصبح من المسلم به أن استعمال المخدرات وخاصة الحشيش في سن المراهقة وخاصة حول عمر الخامسة عشرة يزيد احتمالية الإصابة بالفصام. خطوة عملية: على الآباء بذل المزيد من الجهد والوقت لقضائه مع أبنائهم والاستماع إليهم والتعرف على حاجاتهم وما يدور في خلدهم والمراقبة من بعيد لنوعية أصدقائهم والأماكن التي يترددون عليها وتنبيههم لأخطار الوقوع في المخدرات والخطوات التي يسلكها شياطين الأنس والجن للإيقاع بالشاب في نار المخدرات. ثالثاً: الوراثة تلعب دور هام في الإصابة بالفصام. ولذا كان من الحكمة أن يتجنب الشاب الذي له أقارب مرضى بالفصام من الدرجة الأولى الزواج من أسرة فيها مريض بالفصام. لا شك أن هذا لن يحمي تماماً من الإصابة ولكن سيقلل الاحتمالية قدر الإمكان. رابع: العيش في أجواء أسرية مستقرة ومتوادة يقلل من الإصابة بالفصام. حيث تشير الدراسات أن تربية الأطفال ونموهم في بيئة خالية من الضغوطات والخلافات الأسرية المتكررة يقلل من حدوث الإصابة بالفصام لمن هو مؤهب له. خطوة عملية: الحرص على الحفاظ على بيئة منزلية متوادة والبعد عن سيطرة أحد الوالدين في اتخاذ القرار أو إبداء مشاعر متناقضة تجاه الطفل . رابعاً: نقص التعرض لأشعة الشمس ونقص فيتامين د (أحد الفيتامينات الأساسية لنمو الأطفال بشكل عام وخاصة العظام) أثناء الحمل قد يكون له علاقة بزيادة حدوث الفصام. خطوة عملية: لابد للأم من التأكد من أن تأخذ الكمية المطلوبة من فيتامين د والتعرض لأشعة الشمس لوقت كاف قبل وأثناء الحمل. خامساً: نقص تناول الأطفال في السنة الأولى من حياتهم الكمية المطلوبة من فيتامين د قد يكون له علاقة بتطور الفصام. خطوة عملية: تأكدي من أنك تزودي أطفالك بالكمية اللازمة من فيتامين د خاصة خلال السنة الأولى من العمر. سادساً: العيش في الريف مقابل العيش في المدن. أشار العلماء إلى نقص الإصابة بالفصام لمن قضى سنين عمره الأولى في الريف والقرى. وذلك بسبب قلة تواصل الجيران والأقارب في المدن مع بعضهم البعض. وأيضاً بسبب تعرض الأم الحامل للفيروسات في المدن أكثر من القرى والريف. خطوة عملية: لا بد أن يهيئ الأبوان لطفلهما بيئة اجتماعية صحية يتفاعل فيه الطفل مع الآخرين وينمي فيها مهاراته الاجتماعية والبين شخصية.
* مسار المرض ومآله
عندما يشخص الطبيب أي مريض بمرض معين ويبدأ رحلة العلاج, فإن من حق المريض أن يعرف ما الذي سيحدث بعد ذلك., وكمعظم الأمراض التي تصيب البشر, فمرض الفصام له طيف واسع من المآلات حيث: * مجموعة صغيرة من المرضى يأتي المرض على شكل هجمة واحدة لا تتكرر ثم يعودون بعد العلاج إلى حياتهم الطبيعية تماماً وكأن شيئاً لم يكن أو هجمة واحدة فقط ومن ثم تزول مخلفة بعض الأعراض الإيجابية الخفيفة أو السلبية . * ومجموعة أخرى من المرضى يأتي المرض على شكل هجمات حادة (ذهانية) ثم يعودون إلى مستوى طبيعي أو قريب من الطبيعي. حيث يعود المريض فيما بينها إلى عمله وحياته الاجتماعية مع أو بدون بعض أعراض السلبية مثل الانعزال وفتور الهمة وعدم الرغبة في العمل المجهد وغير ذلك. * ومجموعة ثالثة يأتي المرض أيضاً على شكل هجمات ومن ثم يعود المريض بعد العلاج إلى مستوى معين من التحكم بأعراضه ولكن لا يستطيع العمل أو التفاعل مع الآخرين بشكل طبيعي. حيث تبقى لديه بعض الأعراض السلبية بشكل رئيسي وبعض الأعراض الإيجابية ولكن بشكل أخف. وهناك نسبة قليلة تكون إصابتهم شديدة إلى درجة أن يقضوا بقية حياتهم في المستشفى. وعلى كل الأحوال يجمع العلماء على أن الفصام يتحسن بشكل عام مع تقدم السن. وجميع هذه الفئات معرضة للانتكاس بين حين وآخر. هناك أسباب كثيرة منها ما يمكن التحكم فيه ومنها ما لا يمكن. وأهمها: 1. سرعة اكتشاف المرض: إذ في معظم الحالات يبدأ المرض بعلامات مبكرة مثل انعزال المريض عن الناس وشكه بالآخرين بشكل مبالغ به وكثرة السرحان وغير ذلك. وبعد ذلك يظهر المرض بصورته الكاملة. والواقع أن تأخر الأهل بعرض المريض على طبيب نفسي وابتداء العلاج المناسب يؤدي إلى استفحال المرض وصعوبة السيطرة عليه. 2. المداومة على أخذ العلاج اللازم حسب تعليمات الطبيب مما يساعد على وقف تدهور المرض. 3. عيش المريض في جو أسري مستقر وحصوله على الدعم الاجتماعي يقلل من انتكاسات المرض ويحسن من مسار المرض ومآله. 4. صلة القرابة بمرضى آخرين: حيث يكون المرض أشد لمن لديه أقارب مصابين بنفس المرض. 5. كلما بدأ المرض في سن متأخرة أو كاستجابة لضغوط معينة كلما كان المرض أقل شدة. 6. النساء والمرضى المتزوجون ومن لديهم شبكة اجتماعية جيدة (العائلة الكبيرة) يبدون استجابةً أفضل للعلاج. 7. استخدام المخدرات والكحول يؤدي إلى مسار أسوأ للمرض 8. كلما طالت مدة الحالة الحادة ( أي الذهانية والتي تحوي أعراض إيجابية) كلما أصبحت السيطرة على المرض أصعب. 9. كلما كانت شخصية المريض قبل المرض ذات مهارة جيدة في التعامل مع الآخرين ومع الضغوط والأحداث كلما كانت حدة المرض أقل واستجابة المريض للعلاج أفضل. 10. إذا صاحب المرحلة الحادة من المرض (الذهانية) أي اضطراب في المزاج (فرح زائد أو حزن وكآبة) كلما كان مسار المرض أفضل. 11. كلما كان للمريض سيرة جيدة في عمله ومهنته كلما كان تحسن مآل المرض.
من المعروف أن مرض الفصام يحدث في أعمار مبكرة. أي ما بين الخامسة عشرة والخامسة والثلاثين. وقد يحدث في أحيان قليلة ما بين سن الأربعين والخمسين أو ما بعد الستين وتلك بعض النقاط المهمة: * يظهر المرض على شكل اتهام المريض لغيره من الناس وخاصة الجيران بالتآمر عليه ومحاولة قتله أو التحرش به جنسياً أو عمل سحر له وما شابه. * كما يلاحظ أن المريض يسمع أصوات غير موجودة (هلاوس سمعية) أو بشكل اقل شيوعاً هلاوس لمسية أو شميه. ونادراً هلاوس بصرية (أي يرى أشياء غير موجودة). * على الرغم من أن الفصام يصيب النساء والرجال بنسبة واحدة إلا أن النساء في ما بعد سن الستين يصبن بالفصام بشكل أكثر بكثير من الرجال. (تقدر بواحد لكل سبعة من النساء). * لاحظ العلماء وجود علاقة بين هذا المرض وبين سمات شخصية مميزة قبل المرض مثل ضعف التأقلم مع الحياة وتكوين علاقات أقل مع أقرانهم وأكثر إثارةً للمشاكل والخصومات. * يستجيب المرضى بشكل مقبول للعلاج المضاد للذهان. وعلى الرغم من أن المريض قد لا يعود إلى مستواه الطبيعي أحيانا إلا أن تحسناً ملحوظاً سيبدأ مع تناول الدواء وخاصة في المعتقدات الخاطئة. * عادةً ما يواجه الأهل مشكلة في قبول المريض للعلاج لأن كبار السن بطبيعتهم أقل مرونةً لقبول هذا المرض. * ما هي الحقن ذات المفعول طويل الأمد؟ كما يأخذ بعض الناس الدواء على شكل حبوب وأحيانا على شكل شراب. فمرضى الفصام يمكن أن يأخذوا العلاج عبر طريقة أخرى حيث تكون على شكل حقنة والتي تدخل إلى الدم بشكل بطئ وعلى مدى عدة أسابيع (عادةً من أسبوع إلى أربعة أسابيع). وما هي مضادات الفصام طويلة الأمد؟ * هي علاج مشابه للحبوب التي نعالج بها الفصام, ولكن على شكل حقنة تعطى في الأرداف. ومن ثم تدخل إلى الدم بشكل بطئ على مدى عدة أسابيع. ولذا فسوف لن يكون المريض بحاجة إلى أخذ الحبوب كل يوم. * معظم هذه الحقن من نوع مضادات الذهان التقليدية. ولها نفس الآثار الجانبية. * قبل أن تعطى الحقنة, سوف يعطي الطبيب جرعة صغيرة منها بهدف التأكد من عدم وجود مضاعفات حالية للحقنة ثم بعد أيام سيعطي بقية الحقنة وهكذا كل شهر أو كل أسبوعين (وأحيانا قليلة كل أسبوع ) حسب تقدير كل حالة. * ما هي مزايا الحقنة طويلة الأمد؟ * للحقن نفس المفعول الرائع للحبوب المعالجة للفصام في تخفيف الأعراض الإيجابية وتمنح الشعور بالهدوء والاستقرار النفسي للمريض. * يفضل الأطباء هذا الأسلوب للمرضى الذين لا يداومون على أخذ العلاج بشكل منتظم لأي سبب من الأسباب. * ليس على المريض أي عبء في تذكر مواعيد الدواء كما في حبوب الدواء العادية. كل ما عليه هو أن يحضر كل شهر لأخذ العلاج (أو أقل من ذلك حسب نصيحة الطبيب المعالج). * ما هي عيوب هذه الحقنة؟ بالإضافة إلى الآثار الجانبية التي قد تحدث لبعض المرضى (وليس جميع المرضى) من الحبوب المضادة للفصام, سوف يشعر بوخزة الإبرة وربما بعض المرضى يشعرون بدوخة يسيرة بعد أخذ الإبرة. كم هي الفترة التي تفصل بين الحقنتين؟ عادة بين أسبوع إلى أربعة أسابيع. وهذا يعتمد حسب تقدير الطبيب للحالة ة واستجابة المرض للعلاج. على كلٍ هناك بعض المرضى الذين يحتاجون عادةً لكميات أكبر من العلاج بسبب نشاط الكبد في استقلاب العلاج. وهذا أمر طبيعي, يجب أخذ الحقنة بشكل منتظم . كل دواء له آثار جانبية غير محببة. ويختلف الناس بمدى حدوث هذه الآثار الجانبية. وكذلك الحال بالنسبة لمضادات الفصام (مضادات الذهان). لكن العلم تطور بشكل هائل خلال العشر سنوات الماضية, حيث وصل إلى أنواع من الأدوية أكثر فعالية وأقل آثار جانبية, كما توصل إلى علاج لهذه الآثار. ولأن مريض الفصام ِيلزمه أن يأخذ مضاد الذهان لمدد طويلة فيجب أن يوضّح له جميع الآثار الجانبية لها. وتزويده بالنصائح لما يجب أن يفعله عند حدوث هذه الآثار. * ما يجب أن نفهمه هنا عدة أمور: * أن ليس كل من يستخدم هذه الأدوية ستحدث له هذه الآثار غير المحببة. * الآثار الجانبية عادةً ما تحدث في الأيام أو الأسابيع الأولى من استخدام العلاج ويختفي معظمها بعد ذلك. هذا ما تعلمناه بالخبرة حيث يشكو المريض من آثار جانبية لاستخدامه حبة واحدة من علاج ما ثم بعد أشهر تجده يستخدم ثلاث أو أربع حبات من نفس العلاج وهو في غاية الرضى. * حدّث طبيبك عن كل الآثار الجانبية للدواء الذي تستعمله إذ أن هناك عدد من الآثار الجانبية يمكن علاجها بسهولة. وسيبقى عدد آخر من الآثار الجانبية عليك أن تتحمله حتى يتعود الجسم على الدواء الجديد. * اطمئن إذ أن معظم, إذا لم يكن كل, الآثار الجانبية غير مهددة أو خطيرة على حياة الإنسان. ومعظم هذه الآثار ستختفي مع تغيير نوع العلاج أو تقليل الجرعة أو إعطاء دواء آخر لعلاج الآثار الجانبية. اترك هذا القرار للطبيب لأن هناك اعتبارات أخرى في اختيار نوع العلاج.
ما هي أهم الأعراض الجانبية لمضادات الفصام (الذهان)؟ هنا جميع الأعراض الجانبية لمضادات الفصام (الذهان). معظم هذه الأعراض قصيرة الأمد وستختفي – في الأغلب - خلال أيام أو أسابيع وإذا لم تختفي أخبر الطبيب لتقدير الحالة وإجراء اللازم حيث - كما ذكرنا - قد يلزم فقط طمأنة المريض بأنها ستزول سريعاً أو إعطاء دواء لعلاج هذه الأعراض أو تخفيض الجرعة إذا كان ذلك ممكناً أو تغيير نوعية العلاج إلى علاج آخر. * جفاف الفم وتشوش الرؤية والإمساك * كثرة النوم والخمول. * شد العضلات وتشنجها ورجفة في اليد. * الدوخة خاصة عند الوقوف بشكل مفاجئ. * زيادة الشهية والوزن. * نقص الرغبة الجنسية. * زيادة هرمون البرولاكتين الذي يؤدي إلى خروج الحليب من الثدي وعدم انتظام الدورة أو غيابها. * الرغبة في الحركة وعدم القدرة على الجلوس في مكان واحد لمدة طويلة. * نقص كريات الدم البيضاء وخاصة عند استخدام الكلوزابين. * عسر الحركة الآجل(Tardive Dyskinesia): وهي عبارة حركات لاإرادية حول الفم وفي الأطراف (من الأعراض الجانبية النادرة). وهذه الحركات يجب ملاحظتها بدقة لأنها قد لا تذهب حتى مع توقف العلاج. وهي تحدث مع الاستخدام طويل الأمد وتزداد الخطورة مع تقدم العمر. يحدث هذه المضاعفة للأدوية التقليدية وليست الحديثة (غير النمطية). * متلازمة مضادات الذهان الخبيثة (Neuroleptic Malignant Syndrome): وهي حالة طبية إسعافية. يصاب فيها المريض بارتفاع درجة الحرارة, وتشنج العضلات, وعدم استقرار الوظائف الحيوية المستقلة مثل النبض وضغط الدم, وأعراض تخشبية. وهي حالة نادرة وتحتاج إلى استشارة الطبيب بأقصى سرعة.
* العلاج الاُسري
أحد أهم الطرق العلاجية لمرض الفصام هو العلاج الأسري والذي يتوجه إلى أسرة المريض لزيادة فهمهم لطبيعة المرض وأهم الأعراض المرضية وما يجب عمله في مختلف مراحل المرض والدور الهام الذي يقومون به لمنع عودة المرض ( الانتكاسة ). لقد أظهرت الدراسات بشكل واضح تأثير جو الأسرة وموقف أعضاء الأسرة من المريض في تقليل انتكاسة المرض. وقد قارن العلماء بين من تلقى علاجاً دوائياً مع علاج أسري بمجموعة أخرى تلقت علاجاً دوائياً فقط. وكانت النتائج واضحة في تقليل انتكاسة المرض للمجموعة الأولى أي التي ساهمت الأسرة بشكل فاعل في العلاج بالإضافة إلى العلاج الدوائي.
لقد وقف العلماء في حيرة من أمرهم عند حقيقة أن مرضى الفصام في الدول النامية يبدون تحسناً أكثر من المرضى في العالم المتقدم. وقد نسبوا ذلك لدور العائلة وخاصة العائلة الممتدة (والتي تشمل دائرة أوسع من أفراد العائلة الكبيرة مثل العم والخال ابن العم وابن الخال).
يجب أن يولي الطبيب أثناء علاج المريض بالفصام عناية خاصة للأسرة التي يعيش معها المريض. ودراسة تأثير المرض على وضع الأسرة وطبيعة العلاقات بين المريض وأسرته وبين أفراد الأسرة بعضهم مع بعض وغير ذلك. يجب ألا تشعر أسرة المريض من الخجل أو الذنب وكأن المرض كان بسبب ذنوبه أو معاصيهم ولكنه قدر الله الذي لا راد لقضائه.
العلاج التأهيلي وتعليم المهارات الاجتماعية
أحد الأركان الأساسية لعلاج الفصام هو تأهيل المريض وإكسابه طيف واسع من المهارات التي تعينه على التغلب على ما سببه المرض من عجز, وتساعده على عيش حياة كريمة وبشكل مستقل. هناك أسباب عديدة تدفعنا للاهتمام بالتأهيل وتنمية المهارات الاجتماعية لمريض الفصام: 1. مرض الفصام يؤدي إلى تدهور المهارات المهنية والاجتماعية لدى معظم المرضى. 2. مرض الفصام يصيب المرء وهو في مرحلة تطوير هذه المهارات (أي مرحلة المراهقة والرجولة المبكرة). ولذا لن يكون لديه الوقت الكافي لاكتساب هذه المهارات. 3. أثبتت الدراسات أن تأهيل المريض وتنمية مهاراته تقلل من احتمالية انتكاس المرض. 4. عندما يشارك المريض في برنامج تأهيلي متكامل, فسيتقن المريض هذه المهارات وستزيد من ثقته بنفسه و يمكنه من التعامل مع الضغوط التي يعاني منها وسيزيد انخراطه في المجتمع وستتحسن حالته الصحية.
* ما الذي يجب أن يتعلمه المريض؟ 1. المهارات المهنية والتي تؤهله للانخراط في العمل وكسب العيش. 2. المهارات الاجتماعية والبين شخصية. وتتراوح أنواع هذه المهارات فمنها البسيط كالاتصال بالنظر وتعلم أصول طلب الشيء أو الاعتذار. ومنها المهارات المعقدة مثل التسوق وقيادة السيارة (لمن لم يتعلمها من قبل), وآلية اتخاذ القرار في الحياة العامة والمعاملات المالية والقانونية, والمقدرة على الحصول على الخدمات المتوفرة لأي مواطن. 3. مهارات العناية بالنفس ومهارات الأبوة والأمومة والتعامل مع مختلف الظروف والأحداث والضغوط.
* متى يمكن البداية بتأهيل المريض وتعليمه المهارات الاجتماعية؟ لابد أن يكون المريض في مرحلة الاستقرار من الناحية الصحية. وقد أُعدت دور ومؤسسات خاصة لتأهيل المرضى بالفصام في كثير من دول العالم بكافة أشكال التأهيل. ويشهد العالم العربي قصوراً كبيراً في هذا المجال والذي يحتاج إلى أموال طائلة. إذ يجب محاولة إعداد برنامج مبسط لتأهيل مرضى الفصام بالإمكانيات المتاحة وبمشاركة جهود أعضاء الفريق المعالج وخاصةً الأخصائي النفسي والمعالج المهني والباحث الاجتماعي. * ماذا نريد من أسرة المريض؟ فيما يلي أهم النقاط التي نطلب من أسرة مراعاتها لتحسين حياة المريض وذلك للتأكيد أن الأسرة تلعب دوراً حيوياً في العلاج الأمثل للمريض. 1. تعرفوا على المرض الفصام مرض مزمن ولذا لابد أن يكون لديكم حصيلة كبيرة من المعلومات عنه والتي ستساعدكم على التعامل مع المريض به على أفضل وجه. 2. الجو الأسري أثبتت التجارب أن مرضى الفصام يتأثرون بطبيعة الجو الأسري الذي يعيشون فيه. وقد أجريت العديد من الدراسات لفهم أفضل مناخ أسري يعيش فيه مريض الفصام. أطلق العلماء تعبير (الإظهار العاطفيEmotional Express) على طبيعة هذا المناخ. حيث الإظهار المبالغ فيه يؤدي إلى سرعة انتكاس المرض. ويتمثل الإظهار العاطفي الزائد في: (أ): اتخاذ موقف عدائي من المريض. (ب): انتقاد المريض بشكل متواصل. (ج): حماية المريض ومتابعته والحرص عليه بشكل مبالغ فيه. وفي دراسة هامة ومفصلة دراسة أجريت على (128) مريض بالفصام لمدة تسعة أشهر لمعرفة تأثير الإظهار العاطفي داخل الأسرة على انتكاسة المرض مع/ وبدون علاج. لقد تبيّن من الدراسة تأثير التعبير العاطفي وسط الأسرة على فعالية العلاج ونسبة الانتكاسة. فالمرضى الذين يقضون أكثر من 35 ساعة مع أقربائهم الذين يبدون إظهار عاطفي مبالغ فيه, معرضون للانتكاسة خلال تسعة أشهر بنسبة 92% لمن لا يأخذ الدواء, و 53% لمن يأخذون الدواء. بينما المرضى الذين يقضون أقل من 35 ساعة مع نفس الأقرباء(إظهار عاطفي زائد) معرضون للانتكاسة خلال تسعة أشهر بنسبة 15% إذا كانوا يأخذون العلاج. ومن جهة أخرى المرضى الذين يعيشون في أسرة تبدي إظهار عاطفي متوازن (دون انتقاد أو عدوانية أو كثرة السؤال عنه ومتابعته والحرص عليه) فالدراسة أظهرت أن 12% فقط منهم من يتعرض للانتكاسة خلال تسعة أشهر مع أخذه للعلاج. ومن هنا نستنتج التأثير الإيجابي لقلة احتكاك الأسرة مع المريض ومقابلته وجها لوجه. (يفضل ألا يزيد عن خمسة وثلاثين ساعة في الأسبوع أي خمسة ساعات يومياً), مما يقلل من الاستثارة والضغوط التي يتحسس منها المريض. لكن في نفس الوقت, الإعراض عن تجاذب أطراف الحديث مع المريض وعدم إشراكه في مناسبات الأسرة الاجتماعية على الإطلاق يؤدي إلى تدهور حالته المرضية وفقدانه للمهارات الاجتماعية المختلفة. وخير الأمور الوسط!
3. الحرص على أخذ الدواء أحد الأفكار المهمة هي الحرص على أخذ الدواء لما نعلم من فعالية الدواء في منع حدوث الانتكاسات وتحسين مسار المرض ومآله. والواقع نحتاج لفهم ال | |
|